الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

"بوابة الأهرام" تكشف أسباب اختيار الشاطر للتفاوض لإنهاء الأزمة.. ومصادر: جهة سيادية اتصلت به من أسبوع





أثار ما نشرته "بوابة الأهرام"، حول اجتماع مجلس الشورى العام لجماعة "الإخوان المسلمون"، وتفويضه للدكتور محمد علي بشر، القيادي الإخواني البارز، في التفاوض باسم الجماعة مع السلطات الحاكمة لحل الأزمة السياسية الراهنة حالة من الارتباك بين شباب الجماعة.

وترجع حالة الارتباك التي سيطرت على شباب الإخوان بسبب ما نشرته "بوابة الأهرام"، لسرية اجتماع الشورى العام وعدم معرفة شباب الجماعة به، رغم انعقاده بإحدى قاعات مسجد رابعة العدوية مقر اعتصام المطالبين بعودة الدكتور مرسي لمنصبه كرئيس للجمهورية.

وقد سارع شباب الجماعة إلى سؤال قيادات الإخوان حول حقيقة انعقاد اجتماع طارئ لمجلس شورى الجماعة، وهو ما اعترفت به قيادات الجماعة، مشيرين إلى أن سرية اللقاء كانت حرصا على تجنيب أعضاء مجلس الشورى العام الملاحقة الأمنية والقبض عليهم وهم في طريقهم إلى الاجتماع أو بعد انتهائه خلال عودتهم لمنازلهم.

وكان التعليق الأهم حول تفويض الشورى العام للدكتور بشر صادر عن بهاء الشاطر، شقيق المهندس خيرت الشاطر، عندما قال لبعض شباب الجماعة: "الجيش لو عايزين يتفاوضوا هم عارفين المفروض يتفاوضوا مع مين.. الوحيد القادر على التفاوض مع الجيش هما قابضين عليه ولو عايزين يحلوا الأزمة يتفاوضوا معاه"، في إشارة للمهندس خيرت الشاطر.

وبعد قرار مجلس الشورى العام بتفويضه في الاتصالات لحل الأزمة كثف الدكتور محمد علي بشر من اتصالاته بالوسطاء السياسيين، سواء في الداخل أو الخارج، إلا أنه وفقا لمصادر "بوابة الأهرام"، لم ينجح الدكتور بشر في احتواء الأزمات التي كانت غالبا ما تحدث بسبب المظاهرات العشوائية التي تنظمها الجماعة وتسفر عن سقوط العديد من القتلى والمصابين، وكانت هذه المظاهرات تثير غضب القيادة العامة للقوات المسلحة وتؤثر على سير المفاوضات.

وحاولت "بوابة الأهرام" استكشاف أسباب عدم نجاح الدكتور بشر في احتواء الأزمات التي تعرقل المفاوضات، وتوصلت إلى أن المجموعة التي حاولت عرقلة تفويض مجلس الشورى العام لبشر وعلى رأسها الدكتور محيي حامد هى التى تدير المشهد السياسي على الصعيد الميداني وهي تلك المجموعة المعروفة باسم "رجال الشاطر"، أو "رجال الباشمهندس".

وعلمت "بوابة الأهرام"، من مصادر قريبة من المهندس خيرت الشاطر أنه رغم وجوده في السجن إلا أنه كان يدير المشهد السياسي من خلال رجاله، لاسيما الدكتور محيي حامد والدكتور حسام أبو بكر، موضحة أن إحدى بنات المهندس الشاطر نقلت بعض الرسائل منه عبر زوجها لحامد وأبوبكر، والتي حصلت عليها أثناء زيارته في السجن، وهو ما أثر على سير المفاوضات.

وكشفت المصادر أن الرسائل التي تم نقلها وتسببت في تدهور الأوضاع الأمنية على الأرض دفعت الجهات المختصة لنقل الشاطر إلى سجن العقرب، مشيرة إلى أن إحدى الجهات السيادية أدركت أن مفاتيح اللعبة على الأرض بين أيدي المهندس الشاطر، وأن أي تسوية مع جماعة "الإخوان المسلمين"، طريقها زنزانة الرجل الحديدي.

وفي سياق متصل كشفت إحدى قنوات الاتصال المحلية بين الإخوان والسلطة الحاكمة، أن جهة سيادية قامت قبل أسبوع بفتح قناة اتصال مع المهندس الشاطر للتفاوض حول حل الأزمة السياسية الراهنة، موضحا أن الشاطر رغم وجوده في السجن بدا مفاوضا عنيدا وهو ما دفعهم لتجاهله لبعض الوقت.

وأوضح المصدر فى تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام" أنه بعد زيارة آشتون للدكتور محمد مرسي ومطالبته بالإفراج عن المهندس الشاطر أدرك الوسطاء الدوليون أن مفاتيح حل الأزمة مع جماعة "الإخوان" في يد الشاطر، مشيرا إلى أن ذلك ما دفع الوسطاء الدوليين الأمريكي والأوروبي والقطري والإماراتي للمطالبة بلقاء المهندس الشاطر للتفاوض معه.

وأشار المصدر إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة والجهات السيادية الأخرى وافقت على مطلب لقاء الشاطر، ولكن شريطة أن يكون التفاوض معه لحل الأزمة السياسية بعيدا عن عودة الدكتور مرسي لمنصبه، أو إلغاء تعطيل الدستور، أو عودة مجلس الشورى.

ورغم إدراك "بوابة الأهرام" للثقل التنظيمي للرجل الحديدي بجماعة "الإخوان"، سألت أحد قنوات الاتصال: لماذا الإصرار على التفاوض مع الإخوان عبر الشاطر؟، فرد قائلا: "الدكتور محمد مرسي عندما كان رئيسا للجمهورية أصدر العديد من قرارات العفو الرئاسي عن قيادات جهادية كانت محبوسة"، مشيرا إلى أن هذه القيادات كانت تخشى من عودة الملاحقة الأمنية لها وسارعت بالاحتماء في سيناء باعتبارها الملاز الآمن لهم.

وأضاف: "نجح المهندس الشاطر بعد قرارات العفو التي أصدرها مرسي فى الاتصال بالتنظيمات الجهادية بسيناء، عبر المعفو عنهم، وقام بتسليح الميليشيات الجهادية استعدادا للتدخل في لحظات الحسم في حالة حدوث ثورة ضد نظام حكم الإخوان وتأييد القوات المسلحة لهذه الثورة"، مشيرا إلى أن أي تسوية للأزمة السياسية الراهنة ستتم بين الجانبين سيكون من بينها مساعدة الإخوان للقوات المسلحة في إعادة القبض على العناصر الجهادية وتصفية الميليشيات المسلحة بسيناء.

وحاولت "بوابة الأهرام"، معرفة كواليس زيارة وفد المفاوضين الأجنبي للمهندس الشاطر، من خلال مصدر إخواني، على صلة بالمفاوضات، حيث كشف أن الوفد نقل للشاطر تهديدا من القيادة العامة للقوات المسلحة أن الصبر على الاعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة ليس نتيجة عدم القدرة على فضه بالقوة، وإنما رغبة في التوصل لحل للأزمة السياسية الراهنة.

ولفت المصدر في تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام" إلى أن وزير الخارجية القطري طلب الانفراد لمدة 5 دقائق بالمهندس الشاطر، وأبلغه فيها أن القيادة العامة للقوات المسلحة ترفض تماما فكرة إجراء استفتاء على عودة الدكتور مرسي لمنصبه، ولو حتى بالضغوط الدولية، وأشار المصدر إلى أن وزير الخارجية القطري دعا الشاطر إلى العمل على إنهاء الأزمة السياسية على قاعدة الاعتراف بخريطة الطريق مقابل الخروج الآمن.

وكشف المصدر أن باقي أعضاء الوفد انضموا إلى اللقاء وتركز على إنهاء الاعتصام مقابل الإفراج عن قيادات الإخوان المحبوسين، بالإضافة إلى رفع الحراسة عن أموال الجماعة المجمدة، وتقنين أوضاع الجماعة وعدم حل حزب الحرية والعدالة، ومشاركة الحزب في حكومة وحدة وطنية واللجنة الخاصة بتعديل الدستور، وانضمام الإخوان للمصالحة الوطنية واعترافهم بخريطة الطريق.

وعن تعقيب الشاطر على مقترحات الوفد الأجنبي، اختتم المصدر بالقول: "طلب إعطاءه فرصة للتشاور مع مختلف قيادات الجماعة، وتمكينه من التشاور معهم"، مشيرا إلى أن الشاطر طالبهم بالبحث عن حل إذا كانوا يرفضون جميع الحلول الذي طرحها الإخوان، التى تحفظ ماء وجه قيادات الجماعة وتسمح لهم بإقناع القواعد التنظيمية بفض الاعتصام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق