الأحد، 25 يناير 2015

تلفزيون عدن عصيٌ على العابثين بقلم / احمد محمود السلامي

احمد محمود السلامي
بقلم أحمد محمود السلّامي
في أول زيارة له لمبنى تلفزيون عام 1990م استغرب على عبدالله صالح (رئيس مجلس الرئاسة حينها) من الإمكانيات المتواضعة جداً لمحطة التلفزيون مقارنة مع الدور الإعلامي والثقافي الكبير الذي يؤديه ، وفي نهاية الزيارة تسأل صالح : (مابش استديوهات سرية تحت الأرض ؟) ضحك الجميع على سؤاله وردوا عليه هذه هي المحطة بكلها !! كان صالح لا يدري أن الكوادر الجنوبية المجربة والمؤهلة هي التي كانت تلعب الدور الأكبر في ذلك التألق لتلفزيون عدن ، أما الإمكانيات فهي بدون البشر لا تساوي شيء ! .. في الحرب الظالمة على الجنوب عام 94م حاولت الطائرات الشمالية ضرب مبنى التلفزيون ولم تفلح ولجأت القوات الغازية إلى الاستيلاء على محطات الميكروويف المخصصة لإعادة إرسال بث تلفزيون عدن (القناة الثانية) والمقامة على جبل ثرة في مكيراس وجبل جحاف في الضالع والتي كانت تغطي كل مناطق الجنوب وحولتها لصالح تلفزيون صنعاء وحرم المواطنين في المهرة وحضرموت وشبوة ومكيراس ويافع والضالع وماحولهم من مناطق ، حرموا من مشاهدة تلفزيون عدن الذي أحبوه كثيراً ! وكان ذلك أثناء الحرب .. اليوم قام الحوثيون بقطع الوصلات الآتية من عدن عبر الألياف الضوئية والتي كانت تصعد ضمن باقة اليمن إلى الأقمار الصناعية (عربسات و نايل سات) واستبدالها بوصلات تبث من مبنى تلفزيون صنعاء وحطوا عليها شعار (لوجو) قناة عدن ! هذا التصرف الغبي والعنجهي يتنافى مع كل القيم والأخلاق والقوانين وهو قرصنة وسطوا واضح ومصادرة لحق الغير في التعبير ، بأي صفة يقدم أولئك على هذا التصرف ؟ من أعطاهم الحق بالتصرف والعبث بالممتلكات العامة ؟ في الوقت الذي تبث قناتهم الفضائية (المسيرة) كل ما يحلوا لهم وسيدهم قوله بحق الدولة ورئيسها وحكومتها من تهم وأخبار ملفقة وسب وشتم واستهزاء يندى له الجبين .. مهما حاول الطغاة النيل من تلفزيون عدن لكنه وفي كل المراحل سيظل شوكة في الحلق .. وعصيٌ عليهم وصعب المنال ، شامخ شموخ شمسان بكوادره المبدعة ومنتسبيه وشبابه الصامد الأبي . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق