الخميس، 30 يونيو 2016

أبي حافظ عوبلي.. اربعون يوما مضت على رحيلك .. كتب معاذ عوبلي


صورة ‏د. مرفت فوزي‏.
اربعون يوما مضت علينا وكأنها (صفر) من الايام , كل شيء من حولي واقف لايتحرك .. الفرحة ؛ الضحكة ؛ الأمل .

فقط الحزن والدموع والشوق لك والذكريات وكل الكلمات النابعة منك هي التي تتحرك .
أبي .. حبيبي رفيق دربي انت في القلب تحيا مادام ينبض بالحياة .
أبا معاذ ستظل في الذاكره الانسان الممتلئ تفاؤلاً وحباً للحياه .. حبا لعدن التي لطالما احببتها وضحيت لاجلها كثيرا عدن التي كنت لاجلها تتحمل مؤامرات رفاق العمل ضدك لانهم لايريدون لعدن الخير لايريدون لعدن رجل شريف يحبها بصدق دون مطامع .
أتذكر جيدا ... عندما كنت تأتي الى البيت والعرق يتصبب من جبينك ومن ملابسك في عز الحر الشديد تأتي وانت منهك .. لقد انهكته عدن !
ومركز عدن للثقافة والثرات( المجلس التشريعي) ! الذي كان في اخر ايامه يستعد لتدشين حفل الافتتاح لهذا المركز . لكنه كان يتلذذ بهذا العذاب لانها محبوبته . رغم كل المؤامرات .كان كل همه ان يجعل هذا المركز منارا مشعا للثقافة والفن الهادف وربطه بالتنمية . كان دائما يحدثنا عن فكرة مهرجان الصهاريج الدولي ..
اتذكر دائما المه وحسرته على وفاة والدته الحبيبة ( الجدة فوزية زيدان) كانت دموعه تسقط ونحن نشاهد التلفاز كانت امي الغالية تقول له : حافظ ليش عينك تدمع ايش تبكي فيقول .. لا لا احس عيني تحكنا يمكن تحسس , مرت ثلاثة اسابيع فقط ولحق بجدتي انتقلا سويا الى جوار الله .
ذهبنا انا وابي لزيارة قبر جدتي فوزية (رحمها الله) بعد ثامن يوم من وفاتها في مقبرة الرحمن .. كنت اقول لأبي معلش شد حيلك ادعيله كان يرد : الله يرحمه من كان يصدق انه امي الان موجودة هنا بس هي الان اكيد مرتاحه كنت انظر اليه والدموع اسيرة في عيناه تأبى الخروج !! كان يقوينا ويقول الموت اصبح عاديا لازم الابناء يتقبلو هذا الأمر رديت عليه مقاطعا كلامه : انا لو استوالكم حاجه والله باموت مابقدر اتحمل . قال لي انتا ابني الكبير لازم تكون قوي وتتحمل أي موقف هذه سنة الحياة كلنا بانموت .!!
قبل وفاته بثلاثة اسابيع فقط حضر ابي(رحمة الله عليه ) وامي واختي وجدتي(رحمة الله عليها) واغلبية افراد العائلة لمستشفى الشعب (الصين) وكلهم شوقا وانتظار لولادة زوجتي .. كان هو وجدتي يجلسان في صالة المستشفى وكلهم لهفة وشوق فجأة اسرعت الممرضه نحونا لتبشرنا وتقول مبروك بنت بنت فأحتضنت امي وابي وجدتي وبكينا من الفرح .كانت السعادة تملىء وجهه كل يوم عندما يشاهد صور حفيدته التي اسميتها (فرح) .
بعد اسبوعين فقط وفي يوم مرضه عندما نقلته لغرفة الانعاش في احدى المستشفيات الخاصة كان ابي في غيبوبة وكانو مانعين عليه الزيارة لانهم ابلغونا ان مصاب بذبحة !! كان الخبر بالصاعقة .
فجأة طلب مني دكتور القلب الدخول وسألته عن حال ابي فقال لي ابوك ولا فيبه حاجه بس كل اللي عنده قهر وحزن على فراق امه فقلت للدكتور كيف عرفت ؟؟ قال : انا سألت ابوك وابوك صحى شوية وكان يكلمنا انه قهران على امه . رغم انه كان غائب عن الوعي .
رحل عنا ابي عصر يوم الخامس عشر من شعبان الموافق 22/5/2016
رحل بهدوء تام عن هذه الدنيا رحل بهدوء ولم نعد نلقاه على سفرة رمضان ولن نلقاه في العيد الاتي بعد ايام قليلة والله صعبة الحياة بدونك ياابي رحلت وفي قلبك الم على حال عدن في كل جوانبها واهمها الجانب الثقافي .
كان يقول دائما عدن من اوائل واقدم المدن تطورا في المنطقة كيف كانت وكيف اصبحت منحدرة ثقافيا !!
اعزي نفسي واعزي امي الحبيبة اطال الله في عمرها واعزي اختي الدكتور ايات عوبلي وكل الاهل والاصدقاء.
رحمة الله عليك ياأبي ... وأسكنك الفردوس الأعلى مع الانبياء والصديقين والأطهار .
د/معاذ حافظ عوبلي
(ابن الفقيد)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق