الجمعة، 26 أبريل 2013

بلاغ صحفي هام صادر عن الرئيس علي سالم البيض في الذكرى الـ 19 لإعلان الحرب على الجنوب




صدر عن الرئيس علي سالم البيض بلاغا صحفيا في الذكرى الـ19لاعلان الحرب على الجنوب في27ابريل 1994م خاطب فيه جماهير شعبنا الصابر المكافح في الجنوب ، قائلا:
في الذكرى الأليمة والمأساوية على شعب الجنوب نقف أمامكم اليوم بكل اعتزاز أمام صمودكم وتضحياتكم وماترسمونه من ملاحم بطولية سلمية أذهلتم بها العالم بابتكار الأساليب النضالية المدنية السلمية، رغم آلة البطش والجرائم والقمع الوحشي ألّا أنّكم إنتصرتم بإرادتكم.
وأضاف سيادته: إن الشعوب الحيّة هي التي تستطيع تحويل الإنكسارات إلى انتصارات وقد مثّل شعب الجنوب الأبي النموذج الرائع في الصمود الاسطوري والثبات وقهر الهزيمة وتحويلها إلى انتصار.
وقال: إنّه الشعب الحي بوعيه وتجذّر ثقافته ومدنيته، هذا الوعي الجمعي الذي يعبّر بمليونياته المتوالية عن الرفض للاحتلال. وفي ذكرى إعلان الحرب على الجنوب يخرج شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه ويقف وقفة رجل واحد في الذكرى ال19للاحتلال، ونجدها مناسبة لاستحضار تلك المواقف الشجاعة والبطولات وتضحيات رجال المقاومة الجنوبية طيلة أيام الدفاع عن الجنوب وخوض تلك الحرب غير المتكافئة، ونحني هاماتنا لتلك الكوكبة من الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن عدن والجنوب، ونقول لهم إن دماءكم لم ولن تذهب هدرا، فهناك جيل جديد اليوم يتحمّل المسؤولية ويحمل لواء رأيتكم وينتصر لقيمكم النبيلة واهدافكم العظيمة المتمثلة بالتحرير والاستقلال وطرد المحتل.
وأكد سيادته: إن ثورة الجنوب التحررية السلمية اليوم ومنذ عام 2007 ماهي إلّا إمتداد واستمرار لتلك المواقف البطولية الرافضة لإحتلال الجنوب منذ1994م.
وقال سيادة الرئيس: تأتي الذكرى الـ 19 لإعلان الحرب على شعب الجنوب من قبل نظام الإحتلال اليمني في ظل ظروف ومتغيرات كثيرة:
- فعلى صعيد الجنوب: شهدت السنة المنصرمة نهوضاً شعبياً قل نظيره حيث خرجت قطاعات شعب الجنوب كافة لتشارك في الثورة الشعبية العارمة ومارست أرقى أساليب النضال السلمي من الإضرابات والإعتصامات والمسيرات الراجلة وصولاً الى المليونيات المتعددة والعصيان المدني الناجح الذي لفت أنظار وسائل الإعلام المختلفة ودوائر مراكز القرار الدولي في ظل إنعقاد مايسمى بمؤتمر الحوار اليمني، والذي يحاول نظام الإحتلال اليمني من خلاله إيجاد شرعيّة مزيّفه لمحاولة الإلتفاف على إرادة شعب الجنوب المطالب بالتحرير والإستقلال، عبر حضور بعض الجنوبيين وتنصيبهم كمتحدثين بإسم شعب الجنوب غير مدركين بأن شعب الجنوب قد حسم أمره بشأن الحوار عبر وقفاته المليونية في الساحات والميادين، وإن هذا المؤتمر ومخرجاته لاتهمه من قريب أو بعيد وان نتائجه لاتلزم إلّا أشخاص من حضروه، وهاهي الوقائع والأحداث تثبت مصداقيّة التوقّعات عن فشل مايسمى الحوار اليمني قبل انتهاء أعماله ومن الطبيعي أن يكون الفشل هو المصير المحتوم ومابني على باطل فهو باطل. لقد سبق وأوضحنا للعالم أن مايسمى بالحوار اليمني لايعني شعب الجنوب مطلقا كونه يتعارض مع الإرادة الشعبية الجنوبية الرافضة للاحتلال، بينما المشاركة في الحوار اليمني وفق المبادرة الخليجية التي اشترطت المشاركة بالحواراليمني تحت مظلة مايسمى بالوحدة اليمنية، هذا الإشتراط والمشاركة ماهو إلّا محاولة لشرعنة الإحتلال اليمني في الجنوب وإضفاء شرعية عليه .
-وعلى صعيد الأوضاع في الجمهورية العربية اليمنية تفاقم الصراع بين أجنحة نظام الإحتلال اليمني نتيجة لإختلاف المصالح بين المتنفذين في هذه الأجنحة وإنعدام الثقة بالمستقبل في حالة تفرد خليفة رئيس نظام الإحتلال اليمني، والخوف من قبل الأجنحة الأخرى على مصالحهم ومراكز نفوذهم في مفاصل السلطة وإمتيازاتهم وعائلاتهم من ثروة وأراضي الجنوب عند تفرد ورثة علي عبدالله صالح بالسلطة والإمساك بمفاصل القرار السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني مما أضطر هذه الأجنحة للقفز من سفينة النظام الحاكم، والإنتقال الى سفينة ثورة التغيير لآغراقها كماحصل، ولكي تعيد إنتاج النظام السابق ولكن بلباس الثورة المغدورة، وأثبتت الأيام صحة وجهة نظرنا حول إنعدام أي أساس للدولة المدنية الحديثة، وإن هذا التحالف القبلي العسكري الديني المتطرف والبعيد عن روح الإسلام السمحة هو المتحكم والمهيمن في الجمهورية العربية اليمنية، هذا النظام الذي يتعارض مع روح العصر وسيظل يعيد إنتاج نفسه بأقنعه مختلفة ووفق ظروف كل مرحلة والتكيف معها، ومن هنا جاءت المبادرة الخليجية لتُثبت تواجدها في السلطة وتحاول ان تمنحها الشرعية الشعبية المفقودة بمباركة اقليمية ودولية.
-وعلى الصعيد العربي والاقليمي والدولي:
لقد خطونا خطوات مهمة في محاولة كسر التعتيم السياسي والإعلامي على قضية شعبنا من خلال الجهد المتواضع الخارجي والدؤوب، وأستطعنا الى حد ماء أن نصل إلى جهات عديدة لشرح عدالة قضيتنا، وأكّدنا في كل المواقف إلتزامنا الثابت بأهداف شعبنا، ومد يدنا لكل من يريد أن يتفهّم قضيتنا وفتح حوار ندّي يعترف فيه الآخرون بحقنا في إستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة، ووجدنا تفهّما كبيرا لمطالب شعب الجنوب العادلة وإن هذا الإستيعاب العربي والدولي والإقليمي - وإن كان متأخرا - جاء بفضل الثبات الشعبي والصمود في ساحات النضال السلمي التحرري والمليونيات المتوالية، وفي كل لقاءاتنا مع الجهات الدولية والاقليمية والعربية نؤكد بأننا نتمسك بخيار الثورة الشعبية السلمية الجنوبية التحررية، ونؤكد على المبادئ والثوابت والأسس الوطنية الجنوبية المتفق عليها في الداخل والتي تمثّل التوجّه التحرري لشعب الجنوب، وعليه وفي هذه المناسبة نجدّد التأكيد أن نضال شعب الجنوب سلميا وسيستمر سلميا حتى الاستقلال، ونؤكّد على المواقف السابقة والثابته وخصوصا موقف شعب الجنوب ممثلاً بالحراك الجنوبي السلمي ورؤيته السياسية والقانونية للتفاوض الدولي لحل قضية الجنوب والذي تم إبلاغه إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة عبر مبعوثه الدولي في اليمن السيد جمال بن عمر وهو كالاتي:
أولا:الاعتذار لشعب الجنوب:
1. أن يعلن مجلس الأمن تقديره للنهج السلمي الذي يتبناه شعب الجنوب من أجل استعادة كرامته ودولته المستقلة، وتقدير دوره في نبذ العنف ومكافحة الإرهاب.
2. أن يعبّر مجلس الأمن عن أسفه لمعاناة هذا الشعب بسبب عدم تفعيل قراري مجلس الأمن 924 و 931.
3. إحترام إرادة شعب الجنوب المعبّر عنها يوميا في ساحات النضال السلمي. هذه الإرادة الجمعية المطالبة بإستعادة دولة الجنوب، حيث أن شعب الجنوب الحر الذي تظاهر في 21/ مايو/1994م مؤيدا لإعلان فك الإرتباط، هو الشعب نفسه وبحماس مضاعف يؤيّد الإعلان كما عبر عن ذلك في عدّة مناسبات لعل أهمها موقفه الجمعى من الإنتخابات الرئاسية المبكرة في 21/ فبراير/ 2012 التي مثّلت إستفتاءا شعبيا من أجل إستعادة دولة الجنوب المستقلة، برفض قبول إنتخابات التسوية، وما تلاها منذ فبراير الماضي من إعادة بناء منظمات المجتمع المدني والنقابات وإعلان فك إرتباطها عن مؤسسات صنعاء الذي مثّل تجسيداً عملياً لفك الأرتباط عن نظام صنعاء.
ثانيأ:خلق مناخ سياسي ملائم للمفاوضات :
1. ينبغي خلق مناخ سياسي ملائم للحوار (المفاوضات) من خلال توفير حماية دولية لشعب الجنوب باستبدال جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة لللقوات الشمالية بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وإطلاق جميع الأسرى وإلغاء الأحكام ضد السياسيين والصحفيين، ووقف الإنتهاكات، بما فيها عمليات القتل والاختطاف والاحتجاز التعسفي.
ثــالثاً: إيجاد إطار تفاوضي لحل النزاع بين الطرفين بالطرق السلمية:
1. يكلف مجلس الأمن الدولي الأمين العام للأمم المتحدة إيجاد إطار تفاوضي لحل النزاع بين الطرفين بالطرق السلمية، بما في ذلك إعداد برنامج تفاوضي للعمل على إستئناف المفاوضات بين ممثلي الدولتين السابقتين في الشمال والجنوب الذي بدأ في يوليو 1994 في مقر الأمم المتحدة بجنيف بين ممثلين مفوضين عن الطرفين.
2. ينبغي أن يستأنف الحوار "المفاوضات" بين ممثلين عن دولتي الجنوب والشمال السابقتين(جمهورية اليمن الديمقراطية ) والجمهورية العربية اليمنية وفقاً لقراري مجلس الأمن924 و 931، وأن يمتلك المفاوضون صلاحيات تمكنهم من إتخاذ القرارات وتنفيذها في حال الإتفاق.
في الختام نعاهدكم ونعاهد شهداء الجنوب بأننا ثابتون على المبادئ والقيم النبيلة حتى التحريروالاستقلال واستعادة دولة الجنوب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صادر عن الرئيس علي سالم البيض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق