الأربعاء، 17 يوليو 2013

عـاجل الإخوان والأمريكان.. فضائح الصفقات الحقيرة

 
إن موقف أوباما وبعض عناصر البيت الأبيض من الثورة الشعبية المصرية لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي، ولم أندهش من وقوف أوباما إلي جانب الرئيس المعزول بإرادة شعبية مصرية، ولم
أستغرب من الرئيس الأمريكي وتصريحاته الملتوية التي انحاز فيها إلي صف جماعة الإخوان ورئيسها المعزول، وكان سبب ذلك معرفتي الدقيقة بموقف الإدارة الأمريكية من الرئيس المعزول وجماعته الدينية المتطرفة التي تريد أمريكا بقاءها في سدة الحكم لتستكمل سيناريو الفوضي في الشرق الأوسط، أدركت أمريكا جيداً أن ورقة الإخوان المسلمين هي الرابحة بالنسبة لتحقيق مصالحها أولاً والحفاظ علي مصالح إسرائيل ثانياً، ومنذ الدفع باسم مرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة المصرية لم تتوقف أمريكا عن دعمه بجميع الوسائل، وبالطبع امتد هذا التقارب بعد ثورة يناير مباشرة وتطور حتي وصل إلي لقاءات جمعت جون كيري حين كان عضواً في مجلس الشيوخ الإمريكي، بقيادات جماعة الإخوان قبل إجراء الانتخابات الرئاسية فقد كان لجون كيري زيارتان لمصر بعد الثورة، وكانت الأولي في 12 ديسمبر 2011 والثانية في أول مايو 2012، لم تمرا إلا بعد أن التقي فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وكانت الأولي بعد 10 أشهر من الثورة، والتقي فيها مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، والمرة الثانية التقي فيها الأمين العام لحزب الحرية والعدالة وقتها الدكتور سعد الكتاتني، وأثارت الزيارتان الانتقادات وقتها بعد أن نفت جماعة الإخوان اللقاءات رغم وجود صور اللقاءات!!.. وكان المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، حريصاً علي توجيه رسالة إلي السفارة الأمريكية أعرب فيها عن ارتياحه لسلامة وأمن أفراد السفارة الأمريكية بالقاهرة، وعدم تعرضهم لأي أذي خلال الاشتباكات الدامية بين المتظاهرين وقوات الأمن علي خلفية عرض الفيلم المسيء للرسول، كما التقي خيرت الشاطرالسفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، في مكتبه بعمارة محجوب بمدينة نصر من قبل، وبعد الانتخابات الرئاسية وفوز مرشح الجماعة المدعوم بأموال أمريكا تعرض أوباما لفضيحة من العيار الثقيل حيث تقدم النائب فرانك وولف بطلب إحاطة للكونجرس الأمريكي بمذكرة قانونية يطالب فيها بالتحقيق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في المستندات المنسوبة إليهم من جهات أمنية أمريكية تفيد دعمهم لجماعة الإخوان المسلمين بحوالي 50 مليون دولار في الانتخابات الرئاسية المصرية في جولة الإعادة لصالح الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمي وكان علي جماعة الإخوان في مصر أن تقدم للأمريكان خدمات تليق بدورهم في الانتخابات ووقعت فضيحة التمويل الأجنبي واعترف السيناتور الأمريكي جون ماكين في مارس 2012 بدور الجماعة في تلك القضية، وتوجه بالشكر لجماعة الإخوان المسلمين عن دورها في الإفراج عن المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبي، خاصة أن الطائرة الأمريكية التي نقلت المتهمين في قضية التمويلات وصلت قبل قرار رفع الحظر عن المتهمين بساعات قليلة.
وتم الكشف آنذاك عن أن الإفراج عن المتهمين الأمريكيين جاء بعد لقاء جمع بين المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين بالسيناتور الأمريكي جون ماكين في مكتب الاول والذي تم التوافق خلاله علي البحث عن مخرج قانوني للإفراج عن المتهمين الأمريكيين وكان المخرج القانوني الذي توافق عليه الشاطر وماكين قد تمثل في رفع حظر السفر عن المتهمين الـ19 والذين احتموا بالسفارة للحيلولة دون القبض عليهم.
ولاشك أن التيارات الإسلامية التي لم تتوقف عبر السنوات الماضية عن التظاهر ضدالأمريكان وضد الوحشية الأمريكية وضد وجود سفارتهم في قلب القاهرة وقعت في تناقض كبير أمام الشارع المصري الذي اكتشف خداع هؤلاء.. أليست هذه هي أمريكا التي تقتل العرب والمسلمين في كل مكان؟!.. أين بيانات الشجب والإدانة والاعتصام أمام السفارة الأمريكية؟!.. وهل البيت الأبيض يعمل دون الرجوع إلي الجاليات اليهودية التي تمول حملات الرئيس الأمريكي الانتخابية؟!
وتعددت الزيارات الأمريكية السرية والعلنية ورأي الشارع المصري أن هذه ليست سوي صفقة جديدة من صفقات أمريكا مع الأنظمة العربية القديمة منذ عقود مضت وهي السياسة التي كانت ترفضها جماعة الإخوان التي تحتمي اليوم بأمريكا وأذنابها من الصهاينة!!.. وكان المواطن المصري يعرف جيداً أن أمريكا ليست سوي الوجه القبيح للوبي الصهيوني المنتشر في الولايات الأمريكية والمكون من كبار رجال المال في العالم وهذا اللوبي هو الذي يتحكم في القرار الأمريكي وهو الذي يدفع رواتب للوزراء ويمول حملات رؤساء أمريكا الانتخابية، ولاشك أن جماعة الإخوان سقطت سقوطاً مروعاً في الشارع المصري بتلك السياسة التي تتباهي بها اليوم ويتفاخر بها مؤيدو الرئيس المعزول.
وكنت متابعاً من خلال مقالاتي لتطور العلاقة بين المعزول والبيت الأبيض وأعتقد أن مانشيت “كيري.. الكلب الأمريكي الجديد لحراسة مقر الإخوان بغطاء صهيوني” الذي أثار غضب قيادات الإخوان ضد «الموجز» كشف عن أسرار تلك الصفقات منذ بدايتها، وتتبع خطوات الرئيس المعزول منذ وصل إلي الحكم والتي كانت تهدف إلي تركيع مصر من جديد وكتبت هنا عن زيارة هيلاري كلينتون التي وصلت القاهرة بعد أيام من وصول الرئيس محمد مرسي للحكم، وكان عنوان «الموجز» يومها “مصر الثورة تركع تحت حذاء هيلاري ونتنياهو!!.. شكراً يا مرسي!!”.. لذلك فكل مواقف المعزول تجاه الصهاينة والأمريكان ليست مفاجئة بالنسبة لي، ومساندة أوباما له ولجماعته المتطرفة ليست مفاجئة أيضاً.
  الموجــز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق