السبت، 10 أغسطس 2013

بل أزمتكم أنتم!! بقلم فريدة الشوباشى

فريدة الشوباشى
درج محترفو الكذب والتزوير والتضليل على إطلاق الأكاذيب وترديدها ترديدا متواصلا وبلا توقف، حتى يصدقهم الناس، ولكن الغريب أنهم، ورغم كونهم يعلمون علم اليقيين أنهم أصل الكلام الكاذب، يصدقون أنفسهم.
ومن بين سيل الأكاذيب المنهمر، منذ «قلع» مرسى وجماعته عن حكم دام عاما كادت فيه مصر التى نعرفها ونحبها، تغرب أو حتى تزول، أن «مصر فى أزمة!!».. أزمة مين يا عم؟ توهمت جماعة الإخوان التى قبضت عربون بيع مصر من عدة أطراف، أن الطرف الثانى فى التعاقد معها سوف يبذل قصارى جهوده، أو تهديداته، كقطع المعونة، على سبيل المثال، لإعادتهم إلى السلطة لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق.. وأوضح دليل على أن حلفاء الجماعة لا يقلون عنها «ذكاء» فى استخدام نفس الأساليب هو ما نعيشه هذه الأيام؛ حيث أخذ الطرفان، الإخوان ومناصروهم فى مصر والخارج، والغرب متمثلاً بشكل أساسى فى الولايات المتحدة، يكررون النغمة العجيبة الغريبة عن «الأزمة المصرية!؟» وسبل حلها.. وتسأل نفسك وأنت لا تصدق ما تراه من تحركات وما تسمعه من تصريحات، عن أى أزمة يتحدث هؤلاء؟ لقد خرج شعب قائلا للتاريخ: سجّل أنا مصرى ولن أسمح بتقزيم وطنى وفق أجندة أمريكا وإسرائيل وتركيا.. مدّ هذا الشعب يده لجيشه الذى لم يخذله أبدا، طالبا منه حمايته من جماعات الإرهاب المسلحة ومن رعاتهم، فاستجاب الجيش ممثلا فى قائده العام، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، فأخذ بيده وتشابكت الأيادى فى ملحمة لن يتوقف التاريخ عن تسجيل سطور دواعيها وتداعياتها وتفردها.. خرجنا نحن المصريين إذن من أزمة طاحنة فعلا كادت تعصف بكياننا وفتحت ثورتا يونيو ويوليو النوافذ ليدخل نور الصباح باهرا، يضىء الطريق الذى أرادوا أن يضيع منا.. فى أيام معدودة اتضحت الصورة فهرع مبعوثو واشنطن إلى القاهرة تحت ستار «الجهود الأمريكية لحل الأزمة!!»، وأيقن المصرى العتيد أن علاقة شديدة الخصوصية تربط بين جماعة الإخوان وبين الإدارة الأمريكية، كما تبين له الحجم الحقيقى لهذه الجماعة، التى صدّقت على ما يبدو، أنها أكبر تشكيل سياسى فى البلاد، على اعتبار أنها ترفع شعار «الإسلام»، بل وحاولت احتكاره، ومن ثم تنامت الكراهية الشعبية للولايات المتحدة، بما فاق كراهية المصريين لها فى حقبة جمال عبدالناصر، نظرا لاختلاف الظروف وخاصة فيما يتعلق منها بتجربة حكم جماعة الإخوان الكابوسى الذى جذر كراهية المصريين للمتاجرين بالدين.. وفى كل يوم تتضح الصورة أكثر فأكثر
الشىء الرائع هو أن قائدا عظيم الوطنية والانتماء لمصر فتح لها باب الخلاص بينما أغرق كل الأعداء فى أزماتهم، وقد يكون اسمه جمال عبدالناصر مرة، ومرة أخرى عبدالفتاح السيسى، لكن السمة الأبرز فى كل الأحوال هى التعبير بصدق وأمانة عن الإرادة الشعبية لمصر.. والآن.. الأزمة أزمتهم.. أما نحن فقد خرجنا من أسوأ أزمة فى تاريخنا المعاصر.. ولذا أتعجب حينما أسمع أصوات الخواجات ومن معهم وهم يتحدثون عن «جهود حل الأزمة».. أزمة مين يا عم انت وهو..؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق