الخميس، 26 سبتمبر 2013

تقارير غربية: نفوذ قطر تراجع بعد الإطاحة بـ«محمد مرسى» وتتجه إلى التوافق فى سياستها الخارجية الأنباء الفرنسية: «الدوحة» انحسر دورها السياسى بعد انتقال السلطة لـ«تميم» كتب : محمد حسن عامر ووكالات

مرسي وحمد في لقاء سابق
مرسي وحمد في لقاء سابق
قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، البريطانية، أمس الأول، إنه يبدو أن قطر ستتبنى نهجاً أكثر توافقية فى سياستها الخارجية فى ظل حكم الأمير الجديد «تميم بن حمد»، بعد أن أزعجت الدول المجاورة لها بسبب دعمها مثير الجدل للمعزول محمد مرسى، الذى وضعها على خلاف معها، وكذلك دعم المعارضة المسلحة فى سوريا. ورأى محللون للصحيفة أن الإطاحة بـ«مرسى» جاءت بنتائج عكسية فى العلاقات المصرية القطرية وقد وضح ذلك فى مطلع هذا الشهر حينما ردت مصر إلى قطر وديعة لها فى البنك المركزى المصرى بقيمة 2 مليار دولار بعد أن رفضت قطر تحويلها إلى سندات لمدة 3 سنوات. وارتبطت بالأحداث فى مصر علاقة قلقة بين قطر والسعودية ووضعها على النقيض من جاراتها، وعبر عن ذلك قول الأمير «بندر بن سلطان»، رئيس جهاز الأمن الداخلى فى المملكة الذى يقود السياسة السعودية فى سوريا «إن قطر 300 شخص مع محطة تليفزيون». وقلل محللون من التحليل الذى يرى أن قطر تتجه إلى الانعزالية، خاصة فيما يتعلق بسوريا، وأن الأمير الجديد سيواصل نفس السياسات ولكن بطريقة أكثر احترافية.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية «إن قطر انحسر دورها السياسى بشكل كبير فى الأشهر الثلاثة التى تلت انتقال الحكم فيها، بعد أن كانت لاعبا إقليميا رئيسيا فى السنوات الأخيرة، لاسيما مع سقوط حكم الإخوان فى مصر وتعاظم دور السعودية». وأضافت: «وبموازاة تراجع دور قطر، تبدو علاقاتها مع جيرانها الخليجيين أيضاً مأزومة بحسب المصادر، ومن مصر إلى سوريا، ومن ليبيا إلى تونس، فقدت قطر فى فترة قصيرة نسبيا أوراقا كثيرة».
وقال المحلل السياسى «أنطوان بصبوص»، مدير مرصد الدول العربية فى باريس، للوكالة، «إن الانهيار فى مصر أثبت مدى تهور الرهان القطرى على الإخوان؛ فمع سقوط حكم الإخوان بدأ عد عكسى للنفوذ القطرى كما بدت سطحية هذا النفوذ». وأوضح أن «كل ما بنى فى سنتين ونصف السنة بدا كأنه مزعزع ومبنى على أساسات غير صلبة»، وبالتالى فإن الدولة التى تعد صاحبة أكبر دخل للفرد فى العالم «هى الآن فى مرحلة إعادة نظر فى الحسابات وستكون مقبلة على لعب دور لا يتجاوز حجمها».
وتابع «بصبوص»: «الأمير الجديد لا يريد الحلم المستحيل الذى بدأته الإدارة السابقة، إدارة الحمَدين (الأمير الشيخ حمد بن خليفة ورئيس الوزراء حمد بن جاسم) فتزعم العالم العربى عبر الإخوان وعبر قناة الجزيرة أكبر من طاقة قطر». لكن قطر ما زالت تدعم حتى الآن الإخوان، خصوصا عبر احتضان منظرهم الشيخ يوسف القرضاوى، فيما قناة الجزيرة ما زالت تضع ثقلها خلف معارضى 30 يونيو. وبهذا، تبدو قطر معزولة تماما عن محيطها الخليجى الداعم بقوة للإدارة المصرية الجديدة ولوزير دفاعها عبدالفتاح السيسى.
وقال مصدر سياسى خليجى لـ«فرانس برس»: إن العلاقات بين قطر وبقية دول الخليج ليست جيدة حاليا، مع السعودية والبحرين وبالأخص مع الإمارات. وأضاف «الخلاف كبير حول مصر، وكبير جدا حول الدعم للإسلام السياسى». وبحسب المصدر، فإن هناك امتعاضا أيضا مما يعتقد أنه دعم قطرى لمعارضات خليجية داخلية. هذا خط أحمر بالنسبة لهذه الدول.
وفى الملف السورى، تراجع نفوذ قطر على الائتلاف الوطنى المعارض مع تقلص حصة الموالين لها لصالح أصدقاء السعودية. وقال مصدر من المعارضة السورية لـ«فرانس برس»: «لقد ضعف الدور السياسى لقطر كثيرا داخل المعارضة السورية، وباتت السعودية صاحبة التأثير الأكبر»، خصوصا مع وصول الرئيس الجديد للمجلس «أحمد الجربا»، واختيار رئيس وزراء انتقالى جديد هو «أحمد طعمة» مكان المقرب من قطر غسان هيتو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق