قال العميد صفوت الزيات، الخبير بالشؤون العسكرية والاستراتيجية، إنه من المستبعد أن تقطع مصر علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة، في ظل التدهور الذي تشهده العلاقات بين الجانبين، وأن تتوقف عن استيراد الأسلحة الأمريكية، من خلال الاعتماد على روسيا والصين. وأضاف الزيات، الضابط السابق في الجيش المصري، أنه "بعد اعتمادها (مصر) لأكثر من 30 سنة على التكنولوجيا الأمريكية والعديد من أنظمة التسليح للجيش المصري، وعلى نحو خاص، القوات الجوية والمدرّعة، يصعب على مصر اتخاذ مثل هذا القرار". وتابع في تصريحات إلى موقع هيئة الإذاعة السويسرية: "الواقع اليوم، يؤكد أن الولايات المتحدة، مصدر أساسي للسلاح، يفرض قيودًا شديدة للغاية على الدول التي يورد لها السلاح، بمعنى أنه إذا كنا نتصوّر أنه من الممكن أن نُناوِر معها للحصول على أسلحة أو قِطع غيار أو ذخائر أو بعض أنواع التحديثات المطلوبة، فإن هذا الأمر سيشكّل صعوبة كبيرة". واستطرد: "نحن نعلم أن أمريكا تتمتّع بنفوذ كبير، على الأقل في القارة الأوروبية، التي تُعتَبر المنتج الثاني للسّلاح، بعد الولايات المتحدة، من خلال عضويتها في حلف الناتو. وعليه، فإنني أعتقد أن الأمور ستتأثر بشدّة في مصر في حال قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وخاصة من الناحية العسكرية. هذا إذا كُنا صادقين في الردّ على الأسئلة". وردا على سؤال حول قُدرة مصر على أن تأتي بالسلاح من الشرق (روسيا أو الصين)، قال الزيات: "علينا أن ننتبِه إلى أن تطوّر تكنولوجيا السلاح في العالم اليوم، لم يعد يتيح للجغرافيا شيئا. فعندما ضربوا ليبيا من الغرب، لم يحتاجوا لأخذ قاعدة من مصر أو من إسرائيل. فالتقنية التكنولوجية اليوم عالية جدًا وتتعدّى كل هذه العوائق والمسافات والأبنية. والولايات المتحدة اليوم تستعرض التكنولوجية العالمية والـ "هاي تك". واستدرك قائلاً: "لكن، أن تحاول أن تقنعني بأن مصر قادِرة على أن تأتي بالسلاح من الشرق (روسيا أو الصين) بين يوم وليلة. فهذا كلام غير منطقي، فضلاً عن أننا لو انقلبنا إلى الشرق، فسنخسر الغرب"، مشيرًا إلى أن "القرار الأمريكي لن يكون قرارًا مرتبطًا فقط بمسائل التسليح، إنما قد يتعدّاه إلى إجراءات عقابية، كأن توضع مصر في قائمة الدول المنبوذة في العالم". وعلق الزيات على تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، باستعداد المملكة للوقوف بجانب مصر في مواجهة الضغوط الأوروبية والتهديدات الأمريكية، قائلاً: "السعودية تخضع بدرجة كبيرة للولايات المتحدة وتدور في فلَكها. وإذا قرّرت أمريكا قطْع السلاح عن مصر، فلن تجرؤ دولة أخرى على أن تمدّها به. لأن مُستورِد السلاح في الشرق الأوسط، تُفرَض عليه قيود كثيرة، لا تتوقّف عند منع تصدير قِطع الغيار أو الذخائر أو بعض التكنولوجيا، بل إن الأمر وصل إلى تحديد مواقع تمركُز الطائرات والصواريخ". وأضاف: "يجب أن نعلم أن الولايات المتحدة تتعامل مع السوق الخليجي بذكاء وحذر شديديْن ولديها قواعد وقيود في تصدير الأسلحة إليه، أهمها أن لا تنقل أسلحة أو ذخائر إلى دول الطوق حول إسرائيل (مصر– لبنان– سوريا – الأردن - فلسطين)، مشيرا إلى أنه "في شمال السعودية، يُمنع استخدام بعض الأسلحة طويلة المدى، والتي يمكن أن يصل مداها إلى إسرائيل"
الأحد، 1 سبتمبر 2013
صفوت الزيات: لهذه الأسباب ستعاقب أمريكا مصر اقرأ المقال الاصلى فى المصريون
قال العميد صفوت الزيات، الخبير بالشؤون العسكرية والاستراتيجية، إنه من المستبعد أن تقطع مصر علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة، في ظل التدهور الذي تشهده العلاقات بين الجانبين، وأن تتوقف عن استيراد الأسلحة الأمريكية، من خلال الاعتماد على روسيا والصين. وأضاف الزيات، الضابط السابق في الجيش المصري، أنه "بعد اعتمادها (مصر) لأكثر من 30 سنة على التكنولوجيا الأمريكية والعديد من أنظمة التسليح للجيش المصري، وعلى نحو خاص، القوات الجوية والمدرّعة، يصعب على مصر اتخاذ مثل هذا القرار". وتابع في تصريحات إلى موقع هيئة الإذاعة السويسرية: "الواقع اليوم، يؤكد أن الولايات المتحدة، مصدر أساسي للسلاح، يفرض قيودًا شديدة للغاية على الدول التي يورد لها السلاح، بمعنى أنه إذا كنا نتصوّر أنه من الممكن أن نُناوِر معها للحصول على أسلحة أو قِطع غيار أو ذخائر أو بعض أنواع التحديثات المطلوبة، فإن هذا الأمر سيشكّل صعوبة كبيرة". واستطرد: "نحن نعلم أن أمريكا تتمتّع بنفوذ كبير، على الأقل في القارة الأوروبية، التي تُعتَبر المنتج الثاني للسّلاح، بعد الولايات المتحدة، من خلال عضويتها في حلف الناتو. وعليه، فإنني أعتقد أن الأمور ستتأثر بشدّة في مصر في حال قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وخاصة من الناحية العسكرية. هذا إذا كُنا صادقين في الردّ على الأسئلة". وردا على سؤال حول قُدرة مصر على أن تأتي بالسلاح من الشرق (روسيا أو الصين)، قال الزيات: "علينا أن ننتبِه إلى أن تطوّر تكنولوجيا السلاح في العالم اليوم، لم يعد يتيح للجغرافيا شيئا. فعندما ضربوا ليبيا من الغرب، لم يحتاجوا لأخذ قاعدة من مصر أو من إسرائيل. فالتقنية التكنولوجية اليوم عالية جدًا وتتعدّى كل هذه العوائق والمسافات والأبنية. والولايات المتحدة اليوم تستعرض التكنولوجية العالمية والـ "هاي تك". واستدرك قائلاً: "لكن، أن تحاول أن تقنعني بأن مصر قادِرة على أن تأتي بالسلاح من الشرق (روسيا أو الصين) بين يوم وليلة. فهذا كلام غير منطقي، فضلاً عن أننا لو انقلبنا إلى الشرق، فسنخسر الغرب"، مشيرًا إلى أن "القرار الأمريكي لن يكون قرارًا مرتبطًا فقط بمسائل التسليح، إنما قد يتعدّاه إلى إجراءات عقابية، كأن توضع مصر في قائمة الدول المنبوذة في العالم". وعلق الزيات على تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، باستعداد المملكة للوقوف بجانب مصر في مواجهة الضغوط الأوروبية والتهديدات الأمريكية، قائلاً: "السعودية تخضع بدرجة كبيرة للولايات المتحدة وتدور في فلَكها. وإذا قرّرت أمريكا قطْع السلاح عن مصر، فلن تجرؤ دولة أخرى على أن تمدّها به. لأن مُستورِد السلاح في الشرق الأوسط، تُفرَض عليه قيود كثيرة، لا تتوقّف عند منع تصدير قِطع الغيار أو الذخائر أو بعض التكنولوجيا، بل إن الأمر وصل إلى تحديد مواقع تمركُز الطائرات والصواريخ". وأضاف: "يجب أن نعلم أن الولايات المتحدة تتعامل مع السوق الخليجي بذكاء وحذر شديديْن ولديها قواعد وقيود في تصدير الأسلحة إليه، أهمها أن لا تنقل أسلحة أو ذخائر إلى دول الطوق حول إسرائيل (مصر– لبنان– سوريا – الأردن - فلسطين)، مشيرا إلى أنه "في شمال السعودية، يُمنع استخدام بعض الأسلحة طويلة المدى، والتي يمكن أن يصل مداها إلى إسرائيل"
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق