الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

مصادر أمريكية لـ’يديعوت احرونوت’: الأجواء في واشنطن تشير لفتح صفحة جديدة بعد 34 عاماً من العداء بين واشنطن وطهران




الناصرة ـ زهير أندراوس

عشية توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، حيث سيُلقي في الفاتح من شهر تشرين الأول (أكتوبر)، أيْ الثلاثاء القادم، خطابه أمام الجمعية العمومية الصحيفة نقلت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية في عددها الصادر الجمعة عن مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة في واشنطن وتل أبيب قولها إن الحكومة الإسرائيلية تمكنت من التوصل إلى تفاهمات مع إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مفادها أن واشنطن ستعمل كل ما في وسعها من أجل كبح جماح أية محاولة لممارسة الضغوط على الدولة العبرية من أجل إرغامها على التوقيع على معاهدة منع نشر السلاح النووي، مشددةً على أنه في هذه القضية العينية لا يوجد خلاف حولها بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وزادت الصحيفة العبرية قائلةً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيُحاول في زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة صد التقارب بين الغرب وتحديدًا التقارب الأمريكي الإيراني، الذي تُوج بلقاء لأول مرة في اجتماع دول 5+1 بمشاركة وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وهو اللقاء الأول من نوعه منذ الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979، ذلك أن العلاقات بين واشنطن وطهران غير قائمة بالمرة منذ 34 عاما.
جدير بالذكر أن الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني دعا إسرائيل إلى الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وذلك في كلمة ألقاها روحاني يوم أول من أمس، الخميس، خلال الاجتماع الخاص بنزع السلاح النووي المنعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وأضاف روحاني: للأسف، قرابة أربعة عقود من الجهود الدولية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي قد فشلت، مضيفًا أنه ينبغي على إسرائيل، وهي الوحيدة في هذه المنطقة التي لم تنضم لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، الانضمام لهذه المعاهدة من دون أي تأخير، وبناءاً عليه، فإنه يجب إخضاع جميع الأنشطة النووية في المنطقة لمعايير السلامة الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على حد تعبيره.
وبحسب الصحيفة، فإنه من المقرر أنْ يعقد نتنياهو يوم الاثنين اجتماعا مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كما أنه من غير المستبعد، أضافت المصادر السياسية في تل أبيب أنْ يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وأيضًا مع قادة المنظمات اليهودية الأمريكية.
وأجمع المحللون للشؤون السياسية في الإعلام العبري على أن نتنياهو سيُركز في خطابه على البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مقربين جدًا من ديوان نتنياهو قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيؤكد على فشل الاتصالات التي أجرتها الولايات المتحدة في الماضي مع كوريا الشمالية، وسيقول للجانب الأمريكي إنه من الأفضل ألا يتم التوصل إلى تفاهمات مع إيران على التوصل إلى صفقة سيئة، على حد قول المصادر. وفي سياق صد التقارب الإيراني الغربي، الذي سيعمل نتنياهو على إخراجه إلى حيز التنفيذ، نقلت ‘يديعوت أحرونوت’ الجمعة عن مصدر في الإدارة الأمريكية، طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن الأجواء في واشنطن تشير إلى فتح صفحة جديدة بعد 34 عاماً من العداء بين واشنطن وطهران، على حد قوله.
جدير بالذكر أن صناع القرار في تل أبيب ينظرون ببالغ القلق إلى المستجدات الأخيرة المتعلقة بالتقارب بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين الغرب. علاوة على ذلك، تتوجس الدولة العبرية من نتائج الحملة الإعلامية للرئيس الإيراني حسن روحاني والمقابلات الصحافية مع كبرى وسائل الإعلام الأمريكية، وتأثير ذلك على حل قضية البرنامج النووي من دون إرغام إيران على وقف كافة أنشطتها النووية مثلما تطالب إسرائيل.
وفي ما يتعلق بسياسة الغموض الإسرائيلية بالنسبة للأسلحة النووية، رأى مدير قسم الدراسات الإستراتيجية في كلية نتنانيا، رؤوفين بيدتسهور أن الدولة العبرية ما زالت متمسكة بالغموض ولا تنضم إلى ميثاق منع انتشار السلاح الذري (ولا توجد سوى أربع دول أخرى غير منضمة إليه) والعالم يسكت ويُسلم. وأضاف قائلاً إنه يتحتم على صناع القرار في تل أبيب أنْ يفهموا أن هذا وهم خطير، ذلك أن رفض مشروع القرار العربي الأسبوع الفائت بإلزام إسرائيل على الانضمام إلى المعاهدة المذكورة جاء عقب ضغط استعملته الإدارة الأمريكية على دول كثيرة.
وتابع المحلل قائلاً إنه مع كل الاحترام للمكالمات الهاتفية العاجلة التي قام بها بنيامين نتنياهو مع زعماء دول، كانت المحادثات التي أجراها ممثلو الإدارة في واشنطن هي التي رجحت الكفة. وقد قامت دعوتان في أساس موقف الإدارة الأمريكية، وهما أن القرار ضد إسرائيل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يضر باحتمالات إنشاء منطقة محررة من سلاح الإبادة الجماعية في الشرق الأوسط، وقد يضر أيضا في احتمالات نجاح المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أنه ينبغي على نتنياهو أنْ يخشى من أنْ تقوم الإدارة الأمريكية بتغيير موقفها في الشأن الذري إذا لم تفِ تل أبيب بتوقعاتها في القضيتين المذكورتين.
وتابع إن فشل المحادثات مع الفلسطينيين إذا نُسب إلى إسرائيل سيؤدي إلى تغيير في موقف في موقف باراك اوباما من الشأن الذري، وليس من الممتنع أيضًا أن تربط الإدارة الأمريكية في إطار تفاوض بين الولايات المتحدة وإيران التنازلات الإيرانية بتغيير سياسة الغموض الإسرائيلية.
وأكد على أن أمريكا ليست اللاعبة الوحيدة في الملعب الذري، فقد انضم إلى اللعبة أيضًا الرئيس الروسي هذا مع الضغوط الدائمة من الدول العربية بقيادة مصر في الأمم المتحدة وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال فلاديمير بوتين إن إسرائيل ستضطر آخر الأمر إلى الموافقة على التجرد من السلاح الذري، كما تتخلى سورية الآن عن السلاح الكيميائي.
وخلص إلى القول إنه على تل أبيب المبادرة إلى سياسة جديدة وعدم الاكتفاء بعمليات صد، وعليها أنْ تُنسق مع الولايات المتحدة التخلي عن الغموض، ذلك أنه من الواضح للجميع أن إسرائيل لن تكون مستعدة للتخلي عن ذخائرها الذرية المنسوبة إليها بحسب مصادر أجنبية، ولهذا ينبغي السبق والمبادرة قبل أن تُستعمل عليها الضغوط المتوقعة، على حد تعبيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق