رصدت وكالة الأناضول التركية للأنباء الألقاب ذات المعاني السياسية التي أطلقها كل من المعسكرين المؤيد والمعارض للرئيس المعزول محمد مرسي، والذي من المقرر أن يمثل للمحاكمة، الإثنين، على خلفية اتهامه في «أحداث الاتحادية»، حيث تتبعت الألقاب التي صاحبت السياسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بدءًا من «الاستبن» مرورًا بـ«الملتحي المصلي» و«المنتخب» و«التابع»، وحتى «المعزول» و«المُختطَف».
وأشارت إلى أن وصف «الاستبن» الشعبي الأول لمرسي ظهر في أبريل 2012، تزامنًا مع قرار جماعة الإخوان المسلمين ترشيحه احتياطيًا لمرشحها الرئيسي لانتخابات الرئاسة، نائب المرشد العام خيرت الشاطر، في إشارة ساخرة إلى أن جماعته لا تراه مؤهلاً بما يكفي لتولي حكم البلاد، وإنما تم الدفع به في حال عدم استمرار المرشح الأساسي.
وأضافت أن مؤيدي مرسي روجوا بدورهم ألقابًا تسانده، منها «المرشح الإسلامي الوحيد» و«العالِم في وكالة ناسا الفضائية الأمريكية» و«أفضل برلماني في العالم»، والأخير هو اللقب الذي منحته إياه جمعية أهلية دولية، خلال مشاركته في الدورة البرلمانية «2000- 2005».
الألقاب السلبية في وصف مرسي لم تتوقف عند مرحلة الترشح للانتخابات الرئاسية، بل صاحبته إلى داخل قصر الرئاسة، بحسب «الأناضول»، التي أشارت إلى تداول معارضيه للقب «التابع»، وذلك «في إشارة إلى أن مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين يملي عليه القرارات الرئاسية»، وهو ما واجهه المؤيدون بأوصاف تركز على «الملمح الإسلامي في شخصيته»، ومن بينها ألقاب مثل «أول رئيس ملتحٍ لمصر» و«الرئيس حافظ القرآن» و«المُصلي».
عقب عزل مرسي في يوليو الماضي، واحتجاز السلطات له في مكان غير معلوم «لدواعٍ أمنية» أضيفت له ألقاب من المعسكرين، ومنها «المعزول» و«المخلوع» بحسب معارضيه، و«المُختطَف» و«الأسير» و«الشرعي» و«المنتخب الوحيد» و«الصامد»، و«أيقونة الثورة» كما يراه المؤيدون.
وتشير «الأناضول» إلى وصف آخر للرئيس المعزول، لم يمنحها له هذه المرة الشعب، بل المفتي السابق للجمهورية علي جمعة، الذي وصف مرسي خلال كلمة وجهها لضباط بالجيش بأنه «الرئيس المحجور»، مضيفة أنها تعني «المحجور عليه، في إشارة إلى عدم أهليته لحكم البلاد».
ونوهت وكالة الأنباء التركية، بعيدًا عن مرسي، إلى أن إطلاق الألقاب على الحكام «عادة شعبية مصرية متجذرة في تاريخ البلاد، تختلف بحسب الآراء حولهم، حيث تصل في بعض الأحيان إلى التقديس، وفي أحيان أخرى إلى وصفه بكلمات خارج اللياقة»، موضحة أن «بعض تلك الألقاب يخرج تلقائيًا من صفوف الشعب، وبعضها الآخر تطلقه الدائرة السياسية المحيطة بالرئيس أو المعارضة له».
وعرضت بعض الألقاب لرؤساء سابقين، قائلة إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حظي بألقاب هي «الخالد» و«حبيب الملايين»، بينما أطلق عليه معارضوه لقبي «الديكتاتور» و«الجلاد»، وذلك لقيامه بـ«إلغاء التعددية الحزبية والتنكيل بمعارضيه في السجون».
وأوضحت أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، صاحب قرار الحرب في 6 أكتوبر 1973، كانت ألقابه «الرئيس المؤمن» و«رجل الحرب والسلام»، وهو ما قابله معارضوه بلقب «عميل أمريكا» بعد توقيع السادات لاتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979 تحت رعاية أمريكية، وتلى ذلك اللقب الأخير وهو «الشهيد»، عقب اغتياله على يد تنظيم جهادي عام 1981.
كما ساقت «الأناضول» الألقاب الخاصة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ومنها ما يمتدحه مثل «صاحب أول ضربة جوية» و«رجل السلام»، وذلك «باعتباره قائد القوات الجوية خلال حرب أكتوبر»، وأخرى تذمه مثل «...... الضاحكة»، ثم «المخلوع» عقب اضطراره التنحي تحت وطأة مطالب شعبية برحيله في ثورة 25 يناير 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق