الاثنين، 4 فبراير 2013

بقلم معاذ الخميسي : التعليم العالي.. ما وراء المستور!!

 

بقلم معاذ الخميسي
 
□.. كثيرٌ من المسئولين والوزراء على قلوبهم غشاوةٌ، وفي آذانهم وقرٌ.. ومهما كتبنا أو انتقدنا فإنهم يتعاملون بطريقة دس الرؤوس في الرمال كحال النعامة التي تخشى خطر القطار القادم.. بينما هناك من المسئولين مَن يمتلكُ القدرةَ على أن يتقبَّلَ النَّقدَ وأن يواجهَ ويوضِّحَ دون أن يتمترسَ في خندق الدِّفاع.. والنفي الذي يقدِّم كلَّ شيءٍ على طريقة «الدنيا ربيع والجو بديع».. وكأنهم منزهون عن الخطأ.. ولا يوجدُ في أجندة وزاراتهم ودوائرهم الحكومية سلبياتٌ وتجاوزاتٌ وفساد!
بالتأكيد أولئك الذين يضيقون من النقد ويتذمرون من كشفِ عورةِ إدارتهم للمسئوليات المناطة بهم يمنحونا جزءاً مهماً من التشخيصِ الذي يجب أن نعرفه وهو يكشف لنا أن هناك من يتعامل بهنجمة المظاهر الكذابة.. ومن يفتقدُ لمنطق الإنصاتِ والفهمِ ثم القرار ويغطّيه بهوشلية (أربعة شلوا جمل...) وبأساليب (الهرج نصف القتال) ثم بالحرص الذي يسبق أهمية البحث عن نقاط النجاح إلى القفز باتِّجاه (مين قدك مين).. طبعاً وكثير منهم محاط بالمظاهر الكذابة.. وبالمرافقين المُدجّجين بالأسلحة.. وبالأسانسير الذي يجب أن ينقله من الباب الخلفي إلى مكتبه دون أن يراه الموظف والمراجع والمتظلم وغيرهم !
وكما أن هناك من يسيء إلى الوظيفة وإلى المسئولية والأمانة التي تبرَّأتْ منها الجبال.. فهناك مَن يحترمُ نفسَهُ.. ومسئولياتِهِ.. وتعاملَهُ الذي يجبُ أن يكون هادئاً ومتواضعاً وسلساً وراقياً مع الآخرين، ومصحوباً برحابة الصدر والابتسامة والقدرة على الفهم والاستيعاب وقياس الأبعاد.. وهذا النموذج نجده متوفراً هنا وهناك وإن كان بأعداد قليلة !
في التعليم العالي والبحث العلمي.. وهي الوزارة التي تهتمُّ وتتعاملُ مع العقولِ النيِّرةِ وأصحاب الدراسات العُليا ممن يبحثون عن التميّز ليساهموا في بناء الوطن وتطويره.. نجد مثالاً للمسئول المتمنطق بالحجة والفهم والدِّراية والهدوءِ والنجاحِ.. ومنهم على سبيل الذِّكْر لا العد.. المدير العام المحترم جداً محمد عبدالواسع.. والوكيل الرائع جداً الدكتور عبدالكريم الروضي.. والأول عرفته فاتحاً قلبَهُ ومكتبَهُ لكلِّ مَنْ يأتي إليه ومسانداً ومساعداً للجميع دون أن ينظر من زاوية المنفعة أو المصلحة، كحال البعض..أما الثاني فهو النَّجم الرياضي البارز سابقاً والرجل الأكاديمي الفاهم والمسئول الذي لم يغيّره قرارٌ جمهوريٌّ ولا كرسيُّ مسئولية !ولأني في تناولاتي الأخيرة كرَّرتُ البحثَ عن الإنصاف الذي يستحقّهُ طلاب الدراسات العُليا من طالبي الاستمرارية المسنودة إلى تقديراتهم المرتفعة (جيد جداً وممتاز).. وانتقلت لإيصال صوت المبتعثين دراسياً ممن يكتوون بجور الغلاء الفاحش ومحدودية الرسوم الشهرية.. فقد وجدتُ التفهُّمَ والإنصاتَ والتجاوبَ من الوكيل الدكتور عبدالكريم الروضي.. وشعرتُ أنه وبمجرد أن تتفهَّم ما يكتبُ وتحاول أن تسير نحو المعالجة لا الفرجة فذلك يكفي لأن أقول أنا وغيري (الدنيا مازالت بخير) وبالفعل تم إقرار رسوم مقاعد طالبي الاستمرارية.. وهناك خطواتٌ جادةٌ لزيادة المستحقاتِ الشهرية..
ما وجدتُهُ يستحقُّ الوقوفَ عنده.. بل ومساندته.. وبالتالي مساندة الوزارة حتى لا نسير في اتّجاه (الضد) فقط.. هو كشف الاختلالات التي تعاني منها الوزارة والمشاكل التي تُعرقلُ جهودَ التصحيحِ التي تتبناها قيادةُ الوزارة من أجلِ وضوحٍ في العملِ وقضاءٍ على السلبيات والاختراقات والوساطات وكلِّ ما يتسبَّبُ في إفشال الأداء الإداري الباحث عن التميز ! وهنا يكشفُ الوكيل الروضي ما وراء المستورِ وأن الصِّعاب والعراقيل التي تواجههم معروفةٌ وسبق أن أحاطت الوزارة - بتقارير عدة - الجهات المسئولة ومنها مجلسا الوزراء والنواب والمالية دون الوصول إلى حلٍّ.. ومن ذلك تعدُّد جهات الإيفادِ التي تصلُ إلى عشرين جهةً، وهو الأمرُ الذي يخالفُ قانونَ البعثات.. والاختيار العشوائي لكثيرٍ من المستشارين الثقافيين في السفارات اليمنية ممن لا يفهمون ولا يخضعون لمعايير الكفاءةِ والخبرةِ واليدِ النظيفةِ والابتعاد عن التمترُسِ الحزبي، وتتمُّ تسميتهم وفقاً لتقاسمات هذا من شيعتي وهذا من عدوي، ووساطات من قوَّى صميله عاش المدمرة للقيم ولاستحقاقات الأفضلية.. ووجود فوارق وتمييز في التعامل المالي لاعتماد المستحقات المالية في ما بين الجهات التي تقوم بالإيفاد.. وكذا وجود الوساطات والتدخلات والتوجيهات المجاملاتية التي تتدخّلُ في عملية الإيفادِ بعيداً عن معايير المفاضلة والأفضلية.. واستمرار أصحاب الحظوة والسلطة في حشر أنوفهم بتدخلات.   (جامدة) مع الطالب الفاشل وابن (المسئول والشيخ) الذي لا تتجاوز نسبة مجموعه الثانوي السبعين وأحياناً كثيرةً الستين والخمسين!!
هذه الإختلالات (الماحقة..الفاضحة) ما دور الدولة والحكومة في النظر إليها بعين فاحصة.. وفهم عميق.. واستيعاب لا يخلو من إجراءات سريعة تقضي على الخلل وتجتث فساداً إدارياً يكلفنا الملايين من الدولارات ويحرم أصحاب الحق والكفاءة والإمتياز ويشرع للعشوائية والمخالفات والتجاوزات في الإطار الرسمي.. ولماذا لا يطال الإصلاح هذه الأخطاء الفادحة بدلاً من أن تقفز الجهات المختصة تعليمياً والمعنية مالياً ومعها الحكومة في كل مرة نحو الطالب المتميز وتبدأ في ذبحه من الوريد إلى الوريد..!!(جامدة) مع الطالب الفاشل وابن (المسئول والشيخ) الذي لا تتجاوز نسبة مجموعه الثانوي السبعين وأحياناً كثيرةً الستين والخمسين!!
هذه الإختلالات (الماحقة..الفاضحة) ما دور الدولة والحكومة في النظر إليها بعين فاحصة.. وفهم عميق.. واستيعاب لا يخلو من إجراءات سريعة تقضي على الخلل وتجتث فساداً إدارياً يكلفنا الملايين من الدولارات ويحرم أصحاب الحق والكفاءة والإمتياز ويشرع للعشوائية والمخالفات والتجاوزات في الإطار الرسمي.. ولماذا لا يطال الإصلاح هذه الأخطاء الفادحة بدلاً من أن تقفز الجهات المختصة تعليمياً والمعنية مالياً ومعها الحكومة في كل مرة نحو الطالب المتميز وتبدأ في ذبحه من الوريد إلى الوريد..!!
              
!


              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق