أعرب مجلس الأمن الدولي، الخميس، عن "عميق قلقه" إزاء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وسوريا، في وقت تشهد المناطق الحدودية اشتباكات بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة.
وتعرضت مناطق حدودية لبنانية أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية إلى سقوط قذائف وحوادث إطلاق نار من الجانب السوري، في حين تتهم دمشق مقاتلي المعارضة السورية بالتواجد في مناطق حدودية ذات غالبية سنية داخل الأراضي اللبنانية، وعبور الحدود لشن هجمات ضد القوات الحكومية.ومساء الخميس، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر في بيان صدر بعد مباحثات مغلقة عن "عميق قلقهم إزاء تداعيات الأزمة في سوريا على استقرار لبنان".
كما حث المجلس كافة الأطراف اللبنانية على الامتناع عن الضلوع في الأزمة السورية، مشددا في الوقت نفسه على "أهمية الإحترام التام لسيادة ووحدة الأراضي اللبنانية وسيادة السلطة اللبنانية".
في غضون ذلك، هددت سوريا بقصف تجمعات "العصابات المسلحة" في لبنان في حال استمر تسللها عبر الحدود، وذلك بحسب ما جاء في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية إلى نظيرتها اللبنانية.
وأكدت الحكومة السورية أنها "تتوقع من الجانب اللبناني ألا يسمح لهؤلاء (العصابات المسلحة) باستخدام الحدود ممرا لهم، لأنهم يستهدفون أمن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية، ويستغلون حسن العلاقات الأخوية بين البلدين".
يشار إلى أن المناطق السورية الحدودية مع لبنان والواقعة في ريف مدينة القصير في محافظة حمص شهدت اشتباكات بين القوات الحكومية وقاتلي المعارضة في الأيام الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويأتي هذا في وقت يتبادل حزب الله اللبناني والمعارضة السورية الاتهامات بقصف والسيطرة على قرى حدودية بين لبنان وسوريا، ما ينذر بامتداد الحرب في سوريا إلى لبنان.
يشار إلى أن الأزمة السورية تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية في ظل مخاوف من انتقال شرارة الحرب إلى البلاد التي تشهد انقساما بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له.
وعلى الرغم من أن الحكومة اللبنانية التي يحظى حزب الله وحلفاؤه بالغالبية فيها، تتبنى موقف "النأي بالنفس" حيال الأزمة السورية المستمرة منذ عامين، إلا أن المعارضة اللبنانية تقول إن ممارسات بعض الوزراء، لاسيما وزير الخارجية تنحاز جانب الحكومة السورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق