الأربعاء، 20 مارس 2013

الحكومة السورية والمعارضة تطالبان بالتحقيق في هجوم كيماوي



طالبت الحكومة السورية والمعارضة  الاربعاء باجراء تحقيق دولي في هجوم مميت أشار كل منهما الى وجود أدلة على ان الطرف الاخر استخدم فيه أسلحة كيماوية.
 
واصبح الهجوم الصاروخي على بلدة في شمال سوريا يوم الثلاثاء الذي أودى بحياة 26 شخصا أحدث محور للحرب الدعائية بين مؤيدي الرئيس بشار الاسد وخصومه. 
 
وتبنت كل من الولايات المتحدة وروسيا التي تؤيد كل منهما أحد طرفي الحرب الأهلية وجهتي نظر متعارضتين بشأن الهجوم على قرية خان العسل القريبة من حلب. واذا ثبت استخدام اسلحة كيماوية في الهجوم فانها ستكون المرة الاولى التي تستخدم فيها مثل هذم الاسلحة في الصراع الذي دخل عامه الثالث. 
 
وقال السفير الامريكي لدى دمشق روبرت فورد الذي غادر سوريا منذ اكثر من عام ان حكومته ليس لديها دليل حتى الان يدعم التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سوريا  الثلاثاء. 
 
واضاف في شهادة امام مجلس النواب الامريكي في جلسة بشأن الازمة في سوريا "حتى الان لا يوجد لدينا دليل يؤكد التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية امس. لكنني اريد تأكيد اننا ندرس تلك التقارير بعناية بالغة." 
 
وقال فورد ايضا ان الحكومة السورية ستواجه عواقب اذا ثبت استخدامها اسلحة كيماوية لكنه لم يوضح تلك العواقب. 
 
واستبعدت واشنطن حتى الان التدخل العسكري المباشر في سوريا وان كانت تقول انه يجب الاطاحة بالاسد من السلطة بعد 43 عاما من الحكم الحديدي لعائلته وبعد أكثر من عامين من بداية انتفاضة ضده. 
 
وقد يتشبث المعارضون بأي شكوك بشأن استخدام أسلحة كيماوية لدعم مطالبهم بتدخل عسكري غربي رغم ان كثيرا من خصوم الاسد لا يفضلون هذا الخيار. 
 
وأيدت روسيا في البداية تقرير الحكومة السورية وأصدرت بيانا امس الثلاثاء تعبر فيه عن قلقها البالغ بشأن "استخدام المعارضة المسلحة للاسلحة الكيماوية". 

لكن موسكو خففت اليوم الاربعاء من لهجتها
 
وقال نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف على حسابه على موقع تويتر "حتى الان لا توجد أدلة قاطعة على هذا التقرير". 
 
ومن الصعب التحقق مما حدث بسبب القيود الصارمة التي تفرضها سوريا على وسائل الاعلام المستقلة ومنظمات المساعدات الاجنبية لكن الناجين الذين اجريت مقابلات معهم في المستشفيات يشكون من مصاعب في التنفس. 
 
وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض انه يريد تحقيقا دوليا في الهجمات الكيماوية المزعومة يوم الثلاثاء في كل من خان العسل وعتيبة وهي بلدة قريبة من العاصمة دمشق. 
 
وطالب الائتلاف في بيان بتقديم كل الاطراف والافراد الضالعين في هذه "الجريمة المنكرة" الى العدالة. 
 
وقال التلفزيون الحكومي ان وزير الخارجية السوري طلب من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون تشكيل فريق فني متخصص محايد ومستقل للتحقيق في استخدام اسلحة كيماية من جانب "ارهابيين" في خان العسل.
 
وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد يوم الثلاثاء ان مسؤولين سيقومون باختبارات في التربة وحطام صاروخ في خان العسل ورفع النتائج الى الهيئات المعنية. 
 
وقالت بريطانيا - التي تريد مع فرنسا من الاتحاد الاوروبي تخفيف حظر الاسلحة على سوريا لمساعدة المعارضة - ان ما تردد بشأن الهجوم الكيماوي عزز موقفهما. 
 
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للبرلمان "الرئيس الفرنسي قلق وأنا قلق كذلك من اننا يجب الا نكون مقيدين لعدة اشهر قادمة لا نعرف بالضبط ما يمكن ان يحدث في سوريا وبشأن تقارير مثيرة للقلق الشديد عن استخدام اسلحة كيماوية". 
 
واستدعت ايران اوثق حلفاء الاسد السفير السويسري الذي ترعى بلاده مصالح الولايات المتحدة في الجمهورية الاسلامية للتعبير عن شكوكها في ان الولايات المتحدة قد تكون مسؤولة اذا حصل مقاتلو المعارضة المسلحة على اسلحة كيماوية. 
 
وقال محسن نظيري المسؤول بوزارة الخارجية لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "تؤكد (ايران) مسؤولية الحكومة الامريكية عن منع المعارضين من امتلاك واستخدام اسلحة كيماوية". 
 
وقالت منظمة الصحة العالمية انها سترسل امدادات طبية الى حلب اليوم الاربعاء لكن لا يمكنها التحقق من استخدام مواد كيماوية. وأضافت ان خبراء تابعين للمنظمة سيزورون منشآت صحية في حلب للتعرف على الاحتياجات الطبية الفورية وتقديم الدعم في علاج السموم.
 
ولجأ الجيش السوري بدرجة متزايدة الى استخدام الاسلحة الثقيلة ضد معارضي حكم الاسد بما فيها الدبابات والمدفعية والطائرات والصواريخ بعيدة المدى لكنه ينفي استخدام اسلحة كيماوية ضد شعبه. 
 
وكان أشهر استخدام للاسلحة الكيماوية في الشرق الاوسط في مدينة حلبجة العراقية حيث قتل نحو خمسة الاف شخص في هجوم أمر به الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل 25 عاما. لكن بعض خبراء الاسلحة يقولون انه لا توجد ادلة قوية تذكر على ان هجوم امس الثلاثاء شمل استخدام أسلحة كيماوية. 
 
وقال ديفيد فريدمان الخبير السابق في اسلحة الدمار الشامل لدى وزارة الدفاع الاسرائيلية انه لا يعتقد انه تم استخدام اسلحة كيماوية في هجوم خان العسل مستشهدا بأقوال شهود ولقطات تلفزيون. 
 
وأبلغ بعض الذين نقلوا للمستشفى مصور رويترز بوجود رائحة قوية لغاز الكلور في الهواء وان العديد من الضحايا سقطوا قتلى بعد الانفجار. 
 
وقال فريدمان ان صاروخا ربما سقط على مواد كيماوية جرى تخزينها في المنطقة. وأضاف "أما فيما يتعلق برائحة الكلور فانها ربما كانت بسبب الانفجار غير المباشر لشيء يحتوي على مواد كيماوية صناعية" قائلا ان هذا الامر شائع في القتال في المدن. 
 
وقتل 70 الف شخص على الاقل بأسلحة تقليدية في الصراع المستمر في سوريا منذ عامين لكن غالبا ما تنتشر مزاعم متبادلة عن استخدام اسلحة كيماوية. 
 
وتشعر الولايات المتحدة واسرائيل بالقلق بشأن مزاعم بأن ترسانة الاسلحة الكيماوية في سوريا قد تقع في أيدي متشددين اسلاميين سوريين يقاتلون ضد الاسد أو يتم تحويلها الى حزب الله الشيعي المعادي بشدة لإسرائيل. 
 
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان الحكومة بعثت في وقت سابق برسالتين الى الامم المتحدة تعرب فيهما عن مخاوفها من ان قوى معادية ربما تزود "إرهابيين" بأسلحة كيماوية لاختلاق مزاعم بأن الحكومة تستخدم مثل هذه الاسلحة. 
 
وقالت وزارة الاعلام أيضا ان مقاتلي جبهة النصرة استولوا في السابق على مصنع خاص في حلب به أطنان من مادة الكلور السامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق