الجمعة، 15 مارس 2013

صباح الدم والبارود ياعدن... بقلم ...منصور صالح


‏منصور صالح‏ 
الكاتب :   منصور صالح
 
من لم يمت بالرصاص مات بحرارة الصيف اللاهب القادم بسرعة الضوء الى عدن ومعظم مدن الجنوب كما ان هناك من مات اوسيموت جوعا بعد ان اضحى الوضع الاقتصادى للمجتمع في حالة مزرية بفعل الغلاء الفاحش وانعدام فرص العمل و تدني معدلات الدخل مقابل ارتفاع الاسعار.. لقد بتنا نعيش تطبيقا فعليا لمقولة من لم يمت بالرصاص مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد.
..نحن اذا امام مشهد اعدام جماعي ومجزرة انسانية بشعة لمئات الالاف من الابرياء المسالمين من النساء والاطفال والشيوخ والمرضى والعاجزين... والقادم يحمل من نذر الشؤم الكثير نسأل الله السلامة.
وحدهم القتلة سافكي دماء الابرياء من يتحدثون عن عدن واهلها بلغة اخرى وووقائع آخر لايراه الناس ولايعرفونه ولايعترفون به .
فعن اي ثور ة عن اي انجاز عن اي تغيير عن اي حوار يتحدث القتلة والمجرمون وكيف سيقنعون بحديثهم المأفون هذا اما فقدت اثنين من ابنائها بطلقة دوشكا مجنونة في غمضة عين وكأنها لم تلدهما دون مبرر سوى ان الاصلاح الاجهزة الامنية التي يتبعها او تتبعه يريدون ان يقولوا لسادتهم نحن هنا والامور تحت السيطرة كما ان ليس في هؤلاء من يستطيع ان يقنع ابا فقد طفله في غرفة الحضانة في مستشفى حكومي لان الكهرباء انقطعت عن المستشفى لساعات طويلة بان يقول له ان اعداء الوطن هم من يقف خلف الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي كما ان ليس فيهم من يستطيع اقناع طفلة في شهورها الاولى فقدت اباها المقتول غدرا او المسجون ظلما لان محافظ عدن اراد ان يسكت الناس ليرضى عنه اصحابه وسادته وليقال عنه احسنت يابطل.
في عدن صوت الرصاص وازيز المدرعات المرعب يخترق سكون المدينة الوادعة التي نسيت مدنيتها وحضارتها بعد ان تحولت هي وابناؤها الى ميادين وأهداف تدريب لمختلف انواع الاسلحة كما باتت حدائق وجزر جولاتها الجميلة في المعلا والمنصورة وخورمكسر وكريتر والشيخ عثمان وبعد ان كانت تتزين بالورود والازهار الى ثكنات للاطقم والمدرعات والجنود الذين لا يتوانون عن فعل اي شيء وضد اي كائن يمر امامهم دون ان يعلموا لماذا يفعلون هذا ومن المستفيد من جريان انهر الدم الذي يسفك دون سبب مع اشراقة كل صباح حتى بات سلام الناس في عدن صباح الدم والبارود بدلا عن صباح الخير والسرور.
بالامس حدثني ابني محمد الطالب في الصف الثالث عن حالة الرعب التي عاشها واقرانه في المدرسة عندما وصلت الى مدرستهم طلقات الرصاص وشظايا طلقات الدوشكا وكيف انه اختبىء وهو يجهش بالبكاء خلف سيارة متوقفة بالشارع عندما كان عائدا الى البيت من المدرسة وطلقات الرصاص مازالت تتجول في كل اتجاه دون ان يكون لها هدف واضح فلاباس لدى مطلفها ان تصيب شيخا او طفلا او امراة فهل في هؤلاء من يستطيع اقناع محمد او احد اقرانه بمستقبل واعد وطفولة مشرقة.
لهؤلاء نقول :لن تقنعوا الناس بالوحدة او التغيير او المستقبل الجديد بالرصاص والسجون والارهاب ولن يصدقوا احاديثكم عن يمن جديد مزدهر وسعيد وهم يباتون الليل لاتعرف جفونهم غمضة عين لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة وفي نهارهم لايشاهدون غير مناظر القتل والدماء والدمار والسلاح المجنون في كل حي وشارع.
واعلموا انكم لستم المسؤولين عن اعمال القتل والقمع والتنكيل ومصادرة الحريات فحسب بل انتم مسؤولون عن كره الناس لكم ونفورهم من سياساتكم العقيمة التي لم تستوعب بعد ان الزمن قد تغير وان اليوم لم يعد كالامس كما انكم مسؤولون عن اي رد فعل قد يتجاوز حدوده لانكم في البدء وفي الاساس قد تجاوزتم حدودكم واخذتم اكثر من حجمكم ويبدو ان اللحظة قد حانت لان يعرف ويلزم كل شخص حجمه وقدره ولاتنسوا ان الكبر والغرور انما يقتل اصحابه..وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق