الخميس، 25 يوليو 2013

إخوان اليمن على خطى إخوان مصر



د. زيد علي الفضيل
د. زيد علي الفضيل
أثار البيان التحريضي للشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى حزب الإصلاح، الصادر يوم السبت الفائت ضد 37 عضوًا من أعضاء فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطني، الذين اقترحوا أن تكون «الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع»، في مقابل تصويت سبعة أعضاء على نص «الشريعة الإسلامية
مصدر جميع التشريعات»، قلقًا عارمًا في الأوساط اليمنية، لاسيما وأن نجله الشيخ محمد قد نشر أسماء الـ37 عضوًا في مدونته الشخصية بوصفهم رافضين للشريعة الإسلامية. كما أصر الشيخ عبدالمجيد على تأييد مقترح أن يكون «الإسلام دين الدولة» الذي وافق عليه تسعة أعضاء من حزبه وحزب الرشاد السلفي، في مقابل رفضه الكلي لمقترح 35 من أعضاء اللجنة الذين ارتأوا صيغة أخرى، وهي أن «اليمن دولة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها، وهي دولة مدنية تقوم على المواطنة، وإرادة الشعب، وسيادة القانون».
وواقع الحال، فإن من حقه موافقة أو مخالفة أي صيغة مدرجة، فذلك حق من حقوقه الدستورية، كما لا خوف من إقرار أي بند بشكل نهائي، لكون لائحة الحوار الوطني قد نصّت على وجوب حصول أي بند دستوري نسبة 90% ليتم إدراجه كنص رئيس، وهو ما يؤكد حالة التوافقية الغالبة، والميثاقية السليمة لأي نص دستوري قادم.
غير أن اللافت في الأمر هو ركونه إلى التلبيس على العامة، حين اختزل بصورة سلبية النص المقترح فيصبح التالي: «إن الإسلام دين الشعب اليمني»، ليسترسل بعدها في توضيح الفرق بين النصين بالشكل الذي يريد أن يوصله إلى أذهان متابعيه، وصولاً إلى النتيجة التي أراد تقريرها، وهي أن مقترح مخالفيه تكريس لفعل الطاغوت، الذي يجب الوقوف ضده ومعاقبة من يمتثل له، لاسيما وأنه قد حشد بيانه بعدد من آيات الكتاب الكريم في سياق ما يريد تقريره من تقريع وتنديد بمخالفتهم لنص الشرع وفق رأيه، بل وإصرارهم على إقرار حكم الجاهلية وفق استشهاده القرآني، ولم يكتفِ بذلك، بل أخذ يُلوِّح بأحداث مصر المعاشة، وموقف جماعة الإخوان المسلمين فيها، مشيرًا بوضوح إلى أن اليمن لن يكون بمنأى عن ذات الحال في حال تجاهل رأيه.
أمام هذه الصورة القاتمة التي أراد الشيخ الزنداني أن يُكرِّسها في أذهان الناس، يبرز تساؤل وجودي هو: هل يسير إخوان اليمن على خطى إخوانهم بمصر؟ وهل ستنطلق القوى المدنية والشباب الحر في اليمن متمردين لتصحيح مسار ثورة التغيير؟ ومتى سيخلع تيار الإسلام السياسي جلباب الدين، ويؤمن بمنهج وآليات العمل المؤسسي وفق آلياته المقررة؟ بعيدًا عن خداع التستر بلباس الدين لتحقيق مآربهم السياسية الخاصة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق