الخميس، 25 يوليو 2013

حرب المليونيات تضع مصر على مفترق طرق

ميدان التحرير

بين مؤيد ومعارض تقف مصر على مفترق طرق تاريخى تحده الكثير من
المخاطر والآمال المشوبة بالحذر، فإما أن تفضى مليونيات غدا الجمعة إلى مسار يرسم خارطة طريق جديدة للمصالحة بين فريقين متضادين بسبب الخلاف على الشرعية، وإما أن تكرس مبدأ الانقسام المخضب بالدماء.

وعلى الرغم من التطمينات التى بعثت بها رسائل المتحدث العسكرى للقوات المسلحة بشأن طبيعة دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسى للتظاهر غدا، وأنها تأتى استكمالا لمسيرة ثورة 30 يونيو المجيدة والتى استمدت شرعيتها من إرادة الشعب المصرى، إلا أن لهجة التصعيد التى جاءت كرد فعل من قيادات تنظيم الإخوان ومن يناصره من التيارات الدينية، يمكن أن تزيد الأمور تعقيدا وتدفع بإتجاه المزيد من العنف.

وفى الوقت الذى أكدت قيادة القوات المسلحة أن الدعوة للنزول باكر الجمعة ما هى إلا استدعاء للمشهد الثورى التاريخى لشعب مصر والذى طالما أبهر العالم بعبقريته وتطلعاته المشروعة نحو التغيير والإصلاح والديمقراطية بكل سلمية ورقى وتحضر، جاء رد فعل المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى ممثلا فى بيان "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، الذى أسسته جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب إسلاميه أخرى، ليؤكد أن دعوة الفريق السيسى هى دعوة صريحة للحرب الأهلية.

وعلى تلك الوتيرة من ردود الفعل المتضاربة، تمضى مليونيات الغد الجمعة لتعيد تشكيل المشهد المصرى بين من يريد أن يمحو من الذاكرة المشاهد المهيبة لشعب عبقرى يستحق احترام طموحاته وتطلعاته نحو تحقيق الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، ومن يريد أن يكرس لعبقرية الشعب المصرى فى فرض إرادته التى كرست لشرعية تجاوزت الشرعية الثورية والشرعية الدستورية فى آن واحد.

وفيما تؤكد القوات المسلحة أن دعوة القائد العام لا تحمل أى تهديد لأطراف سياسية بعينها، بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب الذى لا يتسق مع طبيعة الشعب المصرى ويهدد مكتسبات ثورته وأمنه المجتمعى، إلا أن بيان المؤيدين للرئيس العزول، والذى دعا الجماهير للاحتشاد فى كافة ميادين وشوارع مصر وفى جميع المحافظات فى تظاهرة الجمعة التى سماها "إسقاط الانقلاب" يجعل من المليونيات ساحة حرب جديدة تكرس لمبدأ العنف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق