الجمعة، 5 يوليو 2013

رئيس "النور": نتواصل مع أطراف بالحرية والعدالة لبدء صفحة جديدة.. وقبلنا خريطة الجيش حرصًا على دماء المصريين

يونس مخيون

حاورته /رحاب عمران
يعد حزب النور، ثانى القوى السياسية فى تيار الإسلام السياسى بمصر، الحزب الوحيد من هذا التيار الذى عارض بشدة النظام السابق ممثلا فى الرئيس السابق محمد مرسى، وكان واقفا بالمرصاد لحزب الحرية والعدالة داخل مجلس الشورى، من خلال تصديه لعدد كبير من القوانين، التى كان يرغب الحزب فى تمريرها دون الرجوع إلى أى جهة تحكم فى مدى شرعية هذه القوانين.
وسبق أن تقدم الحزب بمبادرة شملت تشكيل حكومة تكنوقراط وتغيير النائب العام وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية القادمة، إلا أنها قوبلت بالرفض من جانب مؤسسة الرئاسة، وفى الوقت الذى أيدتها جبهة الإنقاذ الوطنى، فإن حزب الحرية والعدالة والأحزاب الإسلامية، اعتبروا أن حزب النور خرج عن عباءة تيار الإسلام السياسى، وأنه أصبح حليفا لجبهة الإنقاذ الوطنى، التى عارضت بشدة نظام الرئيس السابق محمد مرسى.

كما حزب النور أعلن رفضه المشاركة فى التظاهرات، التى دعا إليها التحالف الوطنى لدعم الشرعية، والذى يضم 13 حزبا إسلاميا، وأكد عدم المشاركة فى أى تظاهرات سواء مؤيدة أو معارضة للرئيس مرسى، لكنه لاقى انتقادات حادة ووجهت له بعض الانتقادات، إلا أنه تحمل كل هذه الانتقادات، وعلى الرغم من إيمانه بالشرعية المنتخبة، إلا أنه اضطر إلى قبول خارطة الطريق التى أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع خلال اجتماعه مع القوى السياسية والوطنية أمس، حقنا لدماء المصريين وتجنبا لدخول البلاد فى حرب أهلية.

"بوابة الأهرام" كان لها أن تقف على حقيقة الأمر، فأجرت حوارا مع الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، لإيضاح الصورة:

* حزب النور أعلن أنه يجرى اتصالات مكثفة مع القوى السياسية والإسلامية من أجل إجراء مصالحة وطنية شاملة، وطي صفحة الماضي وبناء مستقبل أفضل لمصر.. فما حقيقة هذه الاتصالات؟
- الحزب يجرى بالفعل اتصالات مع حزب البناء والتنمية، وهناك أطراف من داخل الحزب تتواصل مع حزب الحرية والعدالة، بهدف لملمة الجراح وبدء صفحة جديدة فى التعامل مع الواقع والنظر إلى ما سنفعله فى المستقبل.

* التحالف الوطنى لدعم الشرعية رفض ما أسماه الانقلاب العسكرى على الرئيس السابق محمد مرسى، ودعا للاحتشاد فى الميادين غدا للدفاع عن الشرعية، فما تعليقك على ذلك؟
- نريد أن نرسخ دولة القانون ولا نريد التفريط فى الشرعية، التى اكتسبناها بعد ثورة 25 يناير، ونحن نرغب فى التعامل مع كل شخص فى إطار القانون، ولا نريد التجاوز أو استخدام العنف مع أى متظاهر من أى فئة أو اتجاه ونرفض ملاحقة الإسلاميين بسبب توجهاتهم أو انتماءاتهم.

* هناك انتقادات حادة لحزب النور لخروجه عن عباءة تيار الإسلامى السياسى واتصاله بجبهة الإنقاذ الوطنى كعضو مساند لهم ضد الرئيس السابق محمد مرسى، فكيف ترى ذلك؟
- موقف حزب النور كان واضحا منذ البداية، وأن الحزب اضطر إلى قبول خارطة الطريق خلال اجتماع الفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، مع القوى السياسية والوطنية، كوضع اضطرارى، لأننا لم نوصل أنفسنا إليه، ولكنه كان حرصا على دماء المصريين والخوف من دخول البلاد فى حالة من الفوضى لا تحمد عقباها، وقد رأينا بوادر هذه الفوضى والعنف من وقوع حوادث عنف وقتلى فى عدة محافظات، الأمر الذى كان يؤكد أننا مقبلون على حرب أهلية.

* هل تعتقد أنه كان يجب على الرئيس السابق مرسى أن يتنحى بعد الاحتشاد ضده فى كل الميادين والمحافظات؟
- قدمنا مبادرة ولم نجد أى آذانا مصغية من الرئيس السابق محمد مرسى، وكان آخرها المبادرة التى طرحها فى خطابه الأخير، حيث كانت تتوافق مع مبادرة حزب النور، ولكن التأخير أدى إلى ارتفاع سقف المطالب وإرادة الشعب لا نملكها بأيدينا فماذا كنا سنفعل؟، خصوصا بعد الأعداد الضخمة التى خرجت فى مظاهرات 30 يونيه، وبالتالى كيف لرئيس أن يقود دولة فى ظل غياب المؤسسات وغالبية الشعب خرجت ضده والجيش والشرطة والمؤسسات انحازت للشعب والميادين محتشدة والمصالح عطلت والمحافظات أغلقت أبوابها بالجنازير والوزارات توقفت.

* هل كان حزب النور رافضا المشاركة فى اجتماع الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع الذى دعا إليه القوى السياسية والوطنية لرسم خارطة الطريق بعد رحيل الدكتور مرسى؟
- نرى أننا كحزب لا نود ولا نرغب أبدا أن يصل الأمر إلى مثل هذه الثورة، لكن الدواء المر نضطر إلى أخذه، وأرجو أن تعود الأمور إلى طبيعتها وتنتهى هذه الفترة الانتقالية سريعا، وتجرى انتخابات برلمانية ورئاسية وتستكمل المؤسسات، بالإضافة إلى المصالحة الوطنية بين كل الأحزاب والمؤسسات.

* ماذا عن اللجنة التى أعلن الفريق السيسى عن تشكيلها لتعديل المواد المختلف عليها فى الدستور؟
- اللجنة أعلن عنها من قبل والقوات المسلحة، باعتبار أنها راعية لهذه الفترة المؤقتة فهو التزام منها وعهد أعلنت تعطيل العمل بالدستور الحالى وتشكيل لجنة لاجراء التعديلات على المواد الخلافية، وفقا لما للآلية المنصوص عليها فى الدستور.

* هل حزب النور سيشارك فى الحكومة المرتقبة، التى من المفترض الإعلان عنها خلال ساعات؟
- لن يشارك لأنه سيتم تشكيل حكومة تكنوقراط تضم خبراء وفنيين أكفاء وليس لهم أى وجهة حزبية على الإطلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق